الثلاثاء، 22 مايو 2012

النهضة وسياسة بن علي

غوبلز العهد النوفمبري
هل تعرفون أعزائي القراء من هو الرجل الذي في الصورة على يسار الصفحة؟ سؤال غبيّ! أليس كذلك؟! نعم ولا شكّ، فمن عاش أيام دكتاتورية بن علي في تونس يعرفه كما يعرف جميل الدخلاوي. إنه وزير بن علي للإعلام  المدعو سمير العبيدي. هذا الأخير كان مهندس أكاذيب النظام خلال (المغفور لها) الانتفاضة التونسية. عقد هذا الأخير يوم 11 جانفي مؤتمرا صحفيا دوليا ليقول للعالم بأنّ المتظاهرين الذين يسقطون برصاص قوات نظامه الإرهابية تلك الأيام، ليسوا سوى مجموعات ملثّمة إرهابية إسلامية وشيوعية تقوم بعمليات تخريب ونهب للمؤسّسات العامة والخاصة بأوامر من أحزاب متطرفة وجهات أجنبية تحسد تونس على أمنها وأمانها ورخائها ولا تريد الخير للتونسيّين إلخ إلخ إلخ... وكلنا يتذكّر تلك الصور التي فبركتها الإدارة العامة للمصالح الفنية ليقدّمها دليلا على كلامه. هذا إضافة إلى ذلك الفيلم المصوّر الذي بثته تونس سبعة لمجموعات ملثّمة تهاجم بنكا في مدينة تالة. ولفرط غباء من أنجز تلك المسرحية، كان بعض الممثلين يلبسون خوذات قوّات التدخّل ومعاطف شرطة المرور!


من غوبلز الشابع من نوفمبر إلى غوبلز الشابع من دين الله
إن كان لبن علي رجال قليلون يستحقّون لقب "غوبلز العهد النوفمبري" عن جدارة كسمير العبيدي وبرهان بسيس، فإنّ لحزبنا الحاكم الذي سريعا ما ابتلع الحوت والنظّارات، جيش من تلاميذ غوبلز النجباء. فالجميع يتذكر المدعو لطفي زيتون الذي اخترع حكاية المؤامرة لإسقاط حكومته العتيدة بغرض ضرب الأصوات المعارضة التي عرّت انعدام الكفاءة والعجز والغباء الذي تتميّز به تلك الحكومة. وكثيرون يعلمون ماذا كانت مهمّة سمير ديلو طيلة الأشهر الأخيرة حيث أصبح المكذّب الرسمي باسم حكومته وحزبه. وهاهو الناطق الرسمي باسم حركة النهضة المدعو نجيب الغربي يدافع عن الزيادة في رواتب النوّاب معتبرا إياها الأدنى عربيا، وذلك أسوة ببن علي الذين كان دوما يقارن التصنيفات الدولية لتونس في مختلف المجالات بالدول الأكثر تخلّفا وفقرا. لكن الجديد في الموضوع هو انضمام الجنس اللطيف النهضاوي إلى صفّ صانعي البروبغندا الحزبية والحكومية. فبعد انكشاف خفايا ما جرى في الجلسة السرّية للمجلس التأسيسي المنعقد لزيادة أجور وامتيازات أعضائه واستيقاظ التونسيين على خبر سرقة ما يناهز الإحدى عشر مليون دينار من قوت أولادهم (خلال سنة 2012 فقط)، هاهي إحدى صفحات البروبغندا النهضوية على الفايسبوك تنشر تسجيلا للنائبة هاجر عزيّز تتهم فيه النواب عن حزب العمال الشيوعي التونسي بأنهم هم من كانوا وراء مطلب الزيادة في الأجور لأعضاء المجلس. أي نعم! نواب حمة الهمامي وجماعته هم المذنبون والدليل على ذلك أن عددهم ثلاثة وعدد النهضويّين والنهضاويات في المجلس 89! (ميسالش أما حسب فتوى تجّار الدين رضي الله عنهم وأرضاهم، الكذب في المصالح باهي).

النهضاوية هاجر عزيّز: ليست النهضة من طالبت بزيادة أجور نواب المجلس!


فصل الحزب عن الدولة: (كان) هدفا من أهداف "الثورة"
بعد السيطرة على مختلف مفاصل الإدارة المركزية والجهوية وزرع النهضاويين في كل المواقع الحسّاسة في الإدارة التونسية، بدأت تظهر العلامات الأولى على ولادة الحزب-الدولة متمثلا في حركة النهضة الحاكمة (انظر الأمثلة الموالية). والأغرب أنه لا "المعارضة" تكلمت ولا الأحزاب الحاكمة الأخرى (آل الحوت وآل النظارات) أنّبهم ضمير أو استحت لهم عين. وطبيعي ألّا تسمع منهم سوى صمت القبور فعندما تغرق أولئك (نوّابا ووزراء) بالامتيازات المغرية والأجور العالية لن يسمعوك ولو فجّرت في آذانهم قنبلة نووية. وكما يقول المثل "أطعم الفم تستحي العين"! وليكن الله في عون شعبنا المسكين...

المثال الأوّل: مؤتمر المكتب المحلي لحركة النهضة بنابل ينضّم في مبنى على ملك بلدية المكان

المثال الثاني: حوصلة موجزة لأهمّ تعيينات النهضاويين في الإدارة التونسية


الإعلام المرتزق والزيارات الفجئية: صنعة اللي سبقوك لا يعايروك!
بعد فشل حكومتنا العتيدة في تطويع تونس سبعة وشقيقتها قناة 21 لتتخلّى عن بنفسجيتها وتصبح زرقاء اللون كقاع المحيط، يبدو أنها وجدت حلا بديلا وذلك بالاستنجاد بقناة باعث القناة (الذي لو فُتح تحقيق بما فعلته قناته بدماء التونسيين أيام رصاص القنّاصة لوضع حبل المشنقة حول عنقه وقناته أسرع ممّا يتخيّل). وما عليك عزيزي القارىء إلا التركيز مع مفردات هذا التقرير الأزرق الذي كان قبل أشهر بنفسجيا خالصا. أما عن هذه الزيارة فهي تعيد إلى ذهني زيارات بن علي الفجئية إلى عديد مناطق البلاد في بداية التسعينات في نفس الوقت الذي كان أعوان أمنه يسحقون عظام الإسلاميين في دهاليز وزارة الداخلية. تختلف الأيام ويختلف الشخوص ولكن السياسة واحدة والنتيجة واحدة: سياسة سرطانية تبدأ بتسلّل هادىء إلى مختلف مناحي الحياة وسيطرة ناعمة على مفاصل الدولة والأجهزة السيادية تزداد قوّة بصمت وصبر يوما بعد يوم لتصبح بعدها الدولة الدكتاتورية حقيقة واقعة، مع اختلاف وحيد: مع بن علي عشنا تحت كلكل الدولة البوليسية ومع النهضة سنعيش تحت حذاء الدولة الشمولية. فناموا أيها التونسيون وليعلوا شخيركم إلى عنان الفضاء.

زيارة خليفتنا السادس إلى ميناء رادس بعد استقباله إشارة ربانية يبدو أنها قادمة من السعودية (والله أعلم)




تحديث الاربعاء 23 ماي 2012:
أكدّت النائبة هاجر عزيّز يوم الاربعاء 23 ماي على راديو شمس آف آم أن النائب أحمد السافي عن البديل الثوري هو من فعلا من طلب إضافة منحة السكن. ولكن في كل الأحوال هذا لا يغيّر شيئا في موقفنا المعلن أعلاه باعتبار أنّ البديل الثوري له ثلاث نوّاب فقط مقابل 89 للنهضة و139 للترويكا. وجب التنويه للحفاظ على الموضوعية والحياد.

هناك تعليق واحد:

  1. غير معرف15/8/13 04:35

    These are truly wonderful ideas in on the topic of blogging.
    You have touched some fastidious points here.
    Any way keep up wrinting.

    my weblog - pracownia reklamy

    ردحذف